إن فائدة تنقية مياه البحر عظيمة، لأنه يوجد العديد من الدول التي تملك بحيرات مالحة ولكن المياه العذبة قليلة، على سبيل المثال دول الخليج. إذاً تمثل مياه البحر مصدرا ثميناً للمياه بشرط تقطيرها. إن الطريقة الأوضح تتمثل في تقليد الشمس التي تسخن مياه البحر وتبخر المياه التي بدورها تتكثف في صورة مياه عذبة. إن وحدات تنقية المياه المالحة هي المقطرات التي تستهلك كمية كبيرة من الطاقة خلال التبخير. ولا يزال يوجد مصانع التقطير، ولكن ينافسها نظم تعمل على مبدأ التنافذ التناضح العكسي: ففي حالة التنافذ الطبيعي، إذا وضعنا مياه مالحة ومياه عذبة منفصلين بجانب غشاء تناضحي "تنافذي" أو "نصف نافذي"، نجد أن المياه العذبة تخترق الجانب وتضعف المياه المالحة. وإذا طبقنا حالياً ضغطا كبيراً من جانب المياه المالحة، نجد أن الماء يخترق الجانب في الاتجاه العكسي، ويتركز الجزء المالح في الملح ويمتلئ الجزء العذب. ويُعد هذا المبدأ بسيطاً ولكنه شديد التعقيد من الناحية التقنية، بسبب الضغط المرتفع الذي يجب تحقيقه على أحجام كبيرة وتعزيز الجوانب التي لا يمكن تخفيضها إلا بتكلفة عالية لعمليات الترشيح الدقيق، من أجل تنقية المياه من الرمال ومن الجزيئات المعلقة. ولمزيد من المعلومات عن مشاكل المياه، أرشح لكم قراءة كتاب مميز :"تحيا المياه" "Vive l'eau" في مجموعة اكتشافات لجاليمار، كتبه جون ماتركون.